رئيس التحرير : مشعل العريفي

"الفيروس قرع طبول الحرب ولقن العالم دروساً قاسية".. محلل اقتصادي يكشف كيف ستتبدل الأوضاع ما بعد كورونا !

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: قال المستشار معيض بن سعد الثقفي، رئيس مجلس إدارة شركة الركائز المالية للاستشارات المالية ومدير مؤسسة النقد العربي السعودي سابقا، أن فايروس كورونا 19 ظهر بدون إنذار مسبق ولم يكن هناك تهديد مبيت في ليل مظلم ليطل على العالم في صباح مشرق بحله جديدة لم يراها أحد من قبل ولم يسمع عنها بشر إلا من خلال المجاهر والتلسكوبات المتقدمة ليكتشف العالم أنه أمام أزمه خانقة، فأصبح كرونا 19 يهدد العالم ويسلط أسهمه بقوة في كل الاتجاهات حتى أصبح يهدد صحة البشر ويقرع طبول حرب اقتصاديه .
أكبر أزمة تواجه البشر
وأوضح الثقفي في مقال خص به صحيفة المرصد تحت عنوان "إقتصاديات مابعد كورونا (COVID-19)"، أن كورونا 19 قد يكون أكبر أزمة تواجه البشر منذ أمد بعيد وتهز العالم بأكمله خلال فترة زمنية محددة، وكالعادة عندما تحل أزمة بفرد أو بمجتمع تخرج الابتكارات من جراء الحاجة الماسة لإيجاد حلول عندها ستتغير عقليات ومفاهيم وتولد أفكار لم تكن موجودة لولا ضرورة الأزمة .
وأضاف: لاشك أن الصدمة كانت مفاجأة والكل أصبح يبحث عن مخرج وعلاج , وبعد هلع البشر دخل الاقتصاد على خط الأزمة والكل يبدأ يراجع حساباته لاحتواء الآثار السلبية التي تسبب فيها كورونا 19 من جهة وإيجاد الوسائل والحلول التي تدرأ هذا الخطر وتحد من انتشاره من جهة أخرى .
يصبح العرض أقرب إلى دائرة الصفر
وتابع: فمن منظور اقتصادي عندما تحل أزمة اقتصادية مفاجأة فإن نقطة تعادل غير متكافئة تحدث فيصبح العرض أقرب إلى دائرة الصفر (0) ويصبح الطلب أقرب إلى دائرة الأرقام الخيالية، عندها تتدخل الحكومات متعاونة لمجابهة الأزمة .
وواصل الكاتب: من وجهة نظري , الواقع سيصبح مختلفاً عما قبل كورونا 19 , فبعد أن تلقى العالم دروساً قاسية من كورونا 19 لم يسبق لها مثيل , أتوقع أن يتجه المستقبل الاقتصادي العالمي على النحو التالي :
1- سيطل الاقتصاد الموجه بحلته الجديدة كما يلي :
دعم الصناعات ذات الاهتمام المشترك لدول العالم بعد أن أستشعر العالم أنه قد يواجه أزمه مشتركه.
دعم الصناعات ذات الاهتمام بالدواء والغذاء.
تذليل العقبات أمام إنشاء مصانع ذات طابع سلعي .
الانكفاء نحو توفير ما يحقق مستلزمات ضرورية تعني بصحة البشر مثل تعدد المستشفيات وتنوعها وتوفير الأجهزة الطبية والدواء ودعم الكوادر الطبية .
الإسراع في وتيرة اتخاذ القرارات ذات الطابع الاقتصادي وإلغاء الروتين.
دعم لا محدود للشركات الصناعية ودوائر البحث العلمي .
2- الإسراع في تطوير التقنيات والروابط المعلوماتية بحيث يتم التواصل بين الدول حالاً جراء حدوث مايهدد البشرية.
3- الإسراع في تطوير التطبيقات ذات طابع " عن بعد " في مجالات الغذاء والدواء والتعليم والتدريب .
4- إيجاد توزيع جغرافي لمناطق الخدمة في كل مدينه بكل دول العالم تتولاه أمانات وبلديات المدن مما يسهل في اتخاذ القرارات الاحترازية ومنع التجول .
5- الإسراع في إيجاد المزيد من مراكز الأبحاث بالعالم ودعمها مالياً وبشرياً بحيث تشرف عليها الحكومات تزامناً مع إشراف دولي .
6- إيجاد قنوات اتصال عالمية تهتم بجمع المعلومات ورصد الإحصاءات بالتنسيق مع الحكومات .
7- الاهتمام مجدداً بتطوير أجهزة الذكاء الاصطناعي لمجابهة أي أزمه بعيداً عن تدخل العنصر البشري لحمايته .
أضرار قد تحدث جراء استخدام التكنولوجيا الحديثة
وواصل الكاتب قائلا: وفي خضم هذه الأحداث نتناول أضرار قد تحدث جراء استخدام التكنولوجيا الحديثة ومنها شعور الموظف بالعزلة وهو يعمل من منزله وكذلك مهارات مستثناه لتهيئة المنزل ليصبح بيئة مناسبه للعمل ناهيك عن خسارة الكثيرين لأعمالهم ولكن سرعان ما يستعيدون نماذج جديدة من العمل كاستخدامات التطبيقات والقائمين عليها وصيانتها وبرمجتها وتطويرها ...الخ .
وأضاف: وقد يواجهون الكثير من الصعوبات في التطبيق ولكن لا محاله ستصبح الملاذ الوحيد والأسرع والآمن لتنفيذ متطلبات الحياة . وتلك التوقعات في حالة حدوثها ستقودنا حتماً كما نراها إلى بناء جهد بشري جماعي يرتكز على مبادئ وأسس تعاون دولي مشترك يسعى إلى تلبية متطلبات تتقاطع عندها مصالح الدول وذلك على النحو التالي :
1- انفتاح اقتصادي مقنن يستلهم السرعة في توفير السلع والخدمات عند الطلب والأمثلة على ذلك :
تكتلات اقتصادية دولية تنشأ لتبادل السلع والخدمات في وقت الأزمات ووضع أطر وآليات محدده لذلك .
رفع جاهزية البنية التحتية للاستثمار الصناعي والصحي والزراعي لسد الاحتياج المحلي وقت الأزمات كتجهيزات أساسية لخطوط إنتاج إضافية تستخدم لإنتاج سلع وخدمات متى ما طلب منها ذلك .
إيجاد طرق ووسائل أسرع من قبل شركات التقنية الحديثة وخاصة في مجال تنقل الأموال وعمليات الدفع .
2- ستكون هناك مهام بحثيه وتطبيقيه واستخدامات تشرف عليها منظمات دوليه متخصصه على النحوالتالي :
_ مراكز بحثية متخصصة ( اكتشافات واختراعات ) .
_ مراكز لإيجاد التطبيقات لاختبار نتائج البحوث وكيفية الاستفادة من مخرجاتها .
_ مراكز تهتم باستخدامات تلك التطبيقات والتحقق من نجاحها على أرض الواقع .
3- إنشاء منظمه دولية مستقلة ذات صلاحيات واسعه تعني بتوجيه الدول نحو اقتصاديات محددة حسب الاحتياج العالمي بحيــث يكون لدى هذه المنظمة قــدرات واسعه على التنـــبؤات وقراءة المستقبل.

arrow up